الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

" هــــامـلـت "

أنا تريزياس
رجل عجوز بضلعين متغاضنين
رأيت المشهد وتنبأت بالبقية
أنا الذي جلست قرب طيبة بظل جدار
ومشيت بين الأدنى من الاموات
حيث يهجع السماكون في الظهيرة
على ما تراني أحتج
أنا لا أقدر أن اربط أي شيء بأي شيء
قومي أناس ساكنون
لا يتوقعون أى شيء
سوى ان مشعلي الحرائق جاهزون
يجهزون لنا جحيمنا المستعر
**********************

قصة المسرحية

هاملت، أمير الدنمارك الذي يظهر له شبح أبيه الملك (اسمه هاملت أيضاً) في ليلة ويطلب منه الانتقام لمقتله، وينجح هاملت في نهاية الأمر بعد تصفية العائلة في سلسلة تراجيدية من الأحداث، ويصاب هو نفسه بجرح قاتل من سيف مسموم جدا.
تكمن مشكلته في التأكد من حقيقة الشبح، هل كان أبوه من طلب منه بالفعل الانتقام أم شيطان ماكر تهيأله في صورة أبيه، ومن حقيقة مصرع أبيه علي يد عمه (كلوديوس) الملك الحالي لبلد الدنمارك الذي تزوج أمه (جرترود) وهي الزوجة التي كانت تعتبر آثمة وغير شرعية في زمن شكسبير وتموت أوفيليا حزينة ملكومه بعد أن يصيبها الجنون بأن أغرقت نفسها بعد مصرع أباها علي يد هاملت بالخطأ بعد أن كان يتصنت متخفياً خلف أستار علي حوار بين هاملت وأمه حول مقتل أبيه وزواجها الآثم من عمه الملك الحالي ثم كان يريد أخو أوفيليا محاربة هاملت للانتقام منه لاجل اخته وابيه فتقاتلا امام كولوديوس وامام الجميع فقام عمه بإعطاء كاس فيه مشروب لذيذ للفائز ووضع فيه السم لانه يعرف ان هاملت سوف يفوز.
تموت جرترود (جزاء علي علاقتها الآثمة) بعد أن شربت بالخطأ نبيذاً مسموماً وضع أساسا ليشربه هاملت فقام هاملت بعد فوزه بقتل عمه فقطع ذراعيه ووضع السم في فم عمه.
هاملت يجرحه لارتيس أثناء استراحة المبارزة بينهما غدرا, لعلمه مسبقا بان السيف مسموم بحسب اتفاق كلوديوس مع لارتيس علي تصفية هاملت نهائيا.
أوفيليا، حبيبة هاملت، الفتاة الرقيقة التي لا يبارك أباها علاقتها بهاملت، تتأذي كثيراً من هاملت بعد أن ادعي الجنون وأنه لا يعرفها (في محاولته لكشف حقيقة مقتل والده وذلك حتي يخفي نواياه بالانتقام حتي يتأكد من الحقيقة)
كيفية اكتشاف هاملت خيانة عمه كلوديوس؟ اقام هاملت حفل بمناسبة مرور عام علي زواج عمه من امه وتتويج عمه كملكا علي الدنمارك وعرض في هذا الحفل قصة الخيانة التي عرفها بواسطة شبح ابيه وظهر علي عمه التوتر وذهب عمه وترك الحفل ومن هنا تاكد هاملت من خيانة عمه كلوديوس وقرر الانتقام منه.

***************************************************************

أحداث المسرحية :

يخوض هاملت الأب ـ ملك الدانمارك ـ حرباً قاسية ضد ملك النرويج ، و تطول الحرب بينهما ، فيتفق الطرفان على إنهائها بمبارزة فرسان بين الملكين تعهدا بأن يؤول في نهايتها ملك المملكتين ( الدانمارك و النرويج ) للملك المنتصر .

و ينقشع غبار المبارزة عن انتصار هاملت ملك الدانمارك و مقتل ملك النرويج , و يخضع ملك النرويج الجديد شقيق الملك القتيل لشروط المبارزة و يأتمر بأمر ملك الدانمارك .

لكن الملك المنتصر هاملت لا يعيش طويلاً لأن أخاه الطامع في ملكه قد خطّط لقتله بطريقة لا يمكن أن يكتشف أسرارها احد ،

و نفذّ الأخ خطته بسكب السم في أذن أخيه و هو نائم في حديقته ، ثمّ أخذ بنسج خيوطه حول أرملة أخيه التي استجابت لرغبته بالزواج ، و تُقام مراسم الزواج بعد مرور شهرين من مقتل الملك هاملت الأب .

و يثور غضب هاملت الابن لزواج أمه من عمّه ، و يُجّن جنونه لأنه رأى في ذلك عملاً مشينا يشير إلى عدم وفاء أمه لذكرى أبيه ، كما يرى فيها تعبيراً عن رضوخها و انسياقها لشهواتها و غرائزها ، فيوجّه إليها و إلى عمّه سهام سخطه ، و يصبّ عليهما جام غضبه و حنقه حتى بدا لمن يراه كالمجنون ، ثمّ كأن فكرة الجنون قد راقت له فأخذ يلعب دور المجنون بإتقان و نجاح .

لكن روح الملك المقتول المظلوم لا ترتاح و لن ترتاح حتى ينال المجرم عقابه فيتسلل شبحه إلى القصـــــــر منتصف كل ليلة يطوف في جنباته باحثاً عن الخلاص .

و يرى عددٌ من جنودِ القصر و حراسِه شبحاً يطوف في جنباته ، و يثيرهم الشبه الواضح بينه و بين ملكهم السابق فيحاولون التقرّب منه و التحدّث إليه لكن محاولاتهم باءت بالفشل ، فالشبح لم يفصح عن نفسه و لم ينبس ببنت شفة ، مما اضطرهم لإخبار هوراثيو أحد ضباط القصر المخلصين و صديق هاملت .

و ترقّب هوراثيو الشبح ورآه بأم عينه فأخبر صديقه هاملت بخبره.

و عند منتصف الليل ينتظر هاملت و أصدقاؤه الشبح الذي لم يتأخر عن الظهور ، و يعرف هاملت أنه شبح والده فيطلب منه شرحاً أو توضيحاً ، و يمتنع الشبح عن الرد و يكتفي بإشارة تطلب من هاملت أن يتبعه ، و ما إن انفردا حتى أخبر الملك الشبح ابنه بقصة قتله على يد أخيه ، و طلب منه أن يثأر له من عمّــــه
دون أن يمّس أمَّه بسوء .


و تترسخ فكرة الانتقام في رأس هاملت فيقرر البدء في التخطيط لها ، فيخبر هوراثيو بقصة الشبح أولاً ، و ينال موافقته على مساعدته في تنفيذ انتقامه ، و يرى هاملت أن قصة جنونه ستخدمه فيتظاهر بالجنون أكثر فأكثر .



و يحتار كل من في القصر ـ بمن فيهم الملك و الملكة ـ في تفسير نوبات الجنون الهستيرية التي تنتاب هاملت ، و قد أرجعها البعض إلى حزنه الشديد لموت أبيه ، بينما أرجعها قسم آخر إلى ما أصابه من حبّ أوفيليا ابنة بولونيوس آمر البلاط الملكي ، إذ لا يخفى على أحد أن هاملت يحبّ أوفيليا حباً شديداً ، و كانت الفتاة تبادله الحب ، لكنها كانت حائرة بين مشاعرها تجاهه و حبّها له و بين وصايا أبيها و أخيها ليرتس ( الذي يدرس خارج البلاد ) اللذين طلبا منها صدّ هاملت و عدم الانجرار وراء عاطفتها تجاهه ، لأنها ما إن تقع أسيرة حبّه و رغباته حتى يلحق العار بها ثمّ يهجرها .


و تصل بلاط الدانمارك أخبار تفيد أن فورتنبراس ابن ملك النرويج السابق ( و الذي قتله هاملت الأب في المبارزة ) قد بدأ بجمع جنوده و قوّاته لمهاجمة الدانمارك ، فيسارع الملك إلى إرســــال الرســل لملك النرويج لكبح جماح ابن أخيه ، و يفلح الرسل في التوصل إلى اتفاق يقضي باستمرار الوضع على ما
هوعليه شريطة أن يسمح الدانماركيون بعبور القوات النرويجية التي ســتتوجه إلى بولونيا لإخضاعها و تقاضي الجزية من ملكها .

و ما إن فرغ الملك من مشكلة النرويج حتى تفرّغ لهاملت ، و بدأ يحيك المؤامرات لقتله و التخلص منه ، لأن الوقائع و الأحداث تؤكد له أن هاملت يكاد يتيقن بانه قاتل أبيه ، و أن سرّه قد كُشف ، و لا تغيب تلك الشكوك عن ذهن هاملت فيوغل في التظاهر بالجنون أكثر فأكثر .

و يستغل هاملت مرور فرقة ممثلين جوّالين فيطلب منهم تأدية مقطع مسرحي أعدّه ، و دعا الملك و الملكة و الحاشية لحضوره ، كما طلب هاملت من صديقه هوراثيو مراقبة الملك و ما يطرأ على وجهه من تغيرات أثناء العرض .

و يبدأ العرض و يدرك الملك انه تمثيل لحادثة قتله لأخيه ، فارتاع الملك و غادر المسرح غاضباً فتأكّـد هاملت من رواية الشبح و يقرّر قتل عمّه دون تردّد عندما تسنح له الفرصة.

و تحتار الملكة فيما يجب أن تفعله فيقترح بولونيوس أن تطلب الملكة من هاملت الحضور لغرفتها لتستوضح أمر المسرحية ، فيحضر هاملت بينما يختبئ بولونيوس خلف الستارة .
و يحتدم النقاش بين هاملت و أمه و يجرح مشاعرها أمه ، إذ اتهمها بأنها ارتمت في أحضان عمّه استجابة لشهوتها ، و يخيّل إليها أنه سيقتلها فتصرخ طالبة النجدة ، و ردّد بولونيوس المختبئ طلب النجدة فتحين الفرصة لهاملت فيغمد سيفه في جسد بولونيوس و يقتله مدّعياً أنه رأى جرذاً خلف الستارة .

و يأمر الملك بأن يدفن بولونيوس بسرعة دون مراسم تليق به .

و يرى الملك أن أفضل وسيلة للتخلص من هاملت تكون في إرساله إلى إنكلترة بحجة العلاج و يحمِّل الضابطين المرافقين له رسالة إلى ملك إنكلترة التابع له يطلب منه فيها أن يسرع في قتل هاملت إذا وصلته رسالته .

و يبحر هاملت مع الضابطين لكنه يتفطّن إلى المكيدة التي ربما نصبها له عمّه فيغافل الضابطين و يطلّع على الرسالة فيستبدلها برسالة أخرى يطلب فيها من ملك إنكلترة قتل حاملَي الرسالة ، ثم يقفل عائداً باتجاه الدانمارك و يرسل الرسل إلى عمّه ليخبره بعودته .

و يصل هاملت إلى الدانمارك و في رحلة العودة إلى القصر يلتقي بفورتنبراس الذي يقود الجيش النرويجي المتوجه إلى بولونيا لإخضاعها .

في تلك الفترة و أثناء غياب هاملت يصل ليرتس ابن بولونيوس إلى الدانمارك ليثأر لقتل أبيه ، و ينال مؤازرة عدد كبير من الدانماركيين فيعلن الثورة على ملكها و يقتحم القصر الملكي .
لكن الملك بحكمته و دهائه يمتصّ غضب ليرتس و يقنعه أن هاملت هو قاتل أبيه ، و أنّ عليه الاقتصاص من هاملت لا من غيره ، و يؤكّد له أن الفرصة ستسنح له عند عودة هاملت .

و بينما هم كذلك تصل القصر أخبار تفيد بموت أوفيليا ، و أنها انتحرت ( ألقت نفسها في النهر و غرقت ) حزناً على والدها فيزداد حنق ليرتس و يتضاعف غضبه على هاملت لأنه يعتبره قاتل أبيه و سبباً لانتحار أوفيليا .


و تقام مراسم دفن أوفيليا ، و ينزل ليرتس إلى قبرها ليودّعها ، ثم تخيّم الدهشة و ملامح الاستغراب على وجوه الحاضرين الذين أدهشهم وصول هاملت و ذهوله لموت أوفيليا فينزل إلى قبرها ليودّعها , و يدور في القبر عراك بينه و بين ليرتس حتى فصل الحاضرون بينهما .

و ثانية تلوح الفرصة للملك للتخلص من هاملت فيدبّر مبارزة بين هاملت و ليرتس بالتآمر مع الأخير( ليرتس ) خططا فيها لقتل هاملت بسيف مسموم أثناء المبارزة ، و إن لم تفلح الخطة فسيلجأ الملك إلى خطة بديلة يقدّم فيها شراباً مسموماً لهاملت لإطفاء عطشه أثناء المبارزة .

و تساور الشكوك هوراثيو بنوايا الملك و يحاول أن يثني هاملت عن المبارزة ، لكن محاولاته تبوء بالفشل إذ يقبل هاملت المبارزة و يصرّ على خوضها.

و يجتمع حشد كبير في صالة المبارزة من بينهم الملك و الملكة و هوراثيو و عدد كبير من رجال الحاشية .
و تبدأ المبارزة ، و يكسب هاملت عدداً من النقاط ، و يرفض الشراب الذي قدّمه له الملك رغم ما يعانيه من عطش و تعب ، و تشتد المبارزة و يجرح الخصمان بعضهما .

أثناء ذلك ترغب الملكة إطفاء عطشها فتمسك كأس الشراب المسموم المعدّ لهاملت ، و تفشل محاولات الملك في ثنيها و إقناعها بترك الكأس ، و يخاف الملك أن يبوح بالسبب فتشرب الملكة الشراب و تسقط ميتة .

حينئذٍ أدرك ليرتس ما حصل و أيقن أنه لن ينجو و أنه ميّت لا محالة فأخبر هاملت بالمؤامرة و أطلعه على المكيدة ، و أكّد له أن أمّه ماتت بالسمّ الذي كان من المفترض أن يقتله هو فيندفع هاملت نحو عمّه و يقتله .

و يخيّم الصمت على الصالة ، لا تلبث أن تقطعه أصوات و جلبة في الخارج ، تبيّن الحاضرون أنها أصوات فورتنبراس و جنوده العائدين من غزو بولونيا .

دُهِش فورتبراس للمنظر الذي رآه ، و الذي لا يُرَى إلا في ساحات المعارك ، ثم أدرك أن عرش الدانمارك قد أصبح فارغاً ، فذكّر الحاضرين بحقوقه في عرش الدانمارك ، و لم ينتظر طويلاً قبل أن ينال قبــــــــــول الحاضرين على توليته ملكاً عليهم .

ثم طلب من جنوده ان تُدفَن الجثث وفق المراسم التي تليق بها .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق